حول ماهيّة التاريخ وأهميّته

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيّنا محمد وآله وصحبه أجمعين

عرف أهل اللغة التاريخ بأنه ( تعريف الوقت ) ومثله التوريخ ، فإذا قيل : ( أرخ الكتاب ليوم كذا ) أي وقته ليوم كذا ( أنظر لسان العرب لابن منظور )

 ومما قاله الإمام السخاوي رحمه الله حول التعريف الاصطلاحي التاريخ في كتابه ( الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ ) قال :
( التاريخ في الاصطلاح التعريف بالوقت الذي تضبط به الأحوال من مولد الرواة والأئمة ووفاة وصحة وعقل وبدن ورحلة وحج وحفظ وضبط وتوثيق وتجريح وما أشبه هذا مما مرجعه الفحص عن أحوالهم في ابتدائهم وحالهم واستقبالهم ، ويلتحق به ما يتفق من الحوادث والوقائع الجليلة من ظهور ملمة وتجديد فرض وخليفة ووزير وغزوة وملحمة وحرب وفتح بلد وانتزاعه من متغلب عليه وانتقال دولة ، وربما يتوسع فيه لبدئ الخلق وقصص الأنبياء وغير ذلك من أمور الأمم الماضية وأحوال القيامة ومقدماتها مما سيأتي ، أو دونها كبناء جامع أو مدرسة أو قنطرة أو رصيف ونحوها مما يعم الانتفاع به مما هو شائع مشاهد أو خفي سماوي كجراد وكسوف وخسوف ، أو أرضي كزلزال وحريق وسيل وطوفان وقحط وطاعون وموتان ، وغيرها من الآيات العظام والعجائب الجسام ، والحاصل أنه فن يفبحث فيه عن وقائع الزمان من حيثيّة التعيين والتوقيت بل عما كان في العالم )

ويقول ابن خلدون في مقدمته معرفاً التاريخ :
( هو في ظاهره لا يزيد على أخبار عن الأيام والدول ، والسوابق من القرون الأول ، وباطنه نظر وتحقيق ، وتعليل للكائنات ومبادئها دقيق ، وعلم بكيفيّات الوقائع وأسبابها عميق ، فهو لذلك أصيل في الحكمة وعريق ، وجدير بأن يعد في علومها وخليق )

ويقول الكافيجي : ( وأما علم التاريخ فهو علم يبحث فيه عن الزمان وأحواله وعن أحوال ما يتعلق به من حيث تعيين ذلك وتوقيته )
وللحديث بقيّة بمشيئة الله الواحد الأحد …

التعليقات على حول ماهيّة التاريخ وأهميّته مغلقة | الزيارات: 3٬306 views | التاريخ: 2006/10/03

التعليقات مغلقة.